نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 137
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم . . يعرفون له ولأخيه مكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم . . فهذا أبو بكر يلقى أحدهما في الطريق فيحمله على عاتقه وهو خليفة ويقبله ويدلله قائلا : وا بأبي شبه النبي * * ليس شبيها بعلي وعلي يمشي بجواره سعيدا ضاحكا [1] . وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يؤثرهما على أولاده . . حتى في العطاء ففرض لكل منهما مثل عطاء أهل بدر . ويوم أن أعطى لكل واحد منهما خمسة آلاف وأعطى ابنه عبد الله ألفا فقط . . عاتبه ابنه قائلا : لقد علمت سبقي في الإسلام وهجرتي . . أتعطي كلا منهما خمسة آلاف وتعطيني ألفا - وهما ما زالا صبيين يلعبان في طرقات المدينة - فقال له أبوه عمر : ( ويحك يا عبد الله - هل لك جد يأنس جد كجدهما أو جدة كجدتهما أو أم كأمهما - أو أب كأبيهما ) [2] . وكان الحسين رضي الله عنه يأنس من نفسه السؤدد صبيا ، ويعرف مكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم صغره . دخل المسجد مرة وهو صبي صغير فرأى عمر بن الخطاب وهو يومئذ خليفة يخطب على منبر رسول الله - فصعد إليه الحسين الصبي - وقال له : انزل عن منبر أبي وأذهب إلى منبر أبيك . فقال له عمر ( لم يكن لأبي منبر ) وأخذه وأجلسه معه على المنبر . . فلما نزل من على المنبر أخذ الحسين معه إلى بيته وسأله من علمك هذا - فقال له الحسين والله ما علمنيه أحد ، فقال عمر : بني . . لو جعلت تغشانا . . فيحكي بعد ذلك فيقول : فأتيته يوما وهو في خلوة بمعاوية - وكان ابن عمر جالسا بالباب فلما رأى أباه مختليا
[1] سبق تخريجه [2] ذكر ذلك الذهبي في كتابه " سير أعلام النبلاء " ( 3 / 259 و 285 ) نقلا عن الواقدي .
137
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 137