نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 107
بقوله عنهم : " أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل ، تخلفوا عن الحق ولم يقوموا مع الباطل " . على أن لكل صفة من هذه الصفات شأنا عظيما فيما سيستقبله كرم الله وجهه من أيام حياته . من هذه الصفات ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أثبته الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ، والحاكم والبزار والطبراني بسند جيد عن علي : " قيل يا رسول الله من تؤمر بعدك ؟ . . قال : " إن تؤمروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة ، وإن تؤمروا عمر تجدوه قويا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم ، وإن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم " [1] . كان صلى الله عليه وسلم حريصا عليه ، وكان به حفيا ، ولكنه لم يوص به خليفة له ، ولم يوص بأحد خليفة ، بل ترك الأمر للمسلمين على نحو ما جاء في الحديث السابق ، يختارون حاكمهم بمحض إرادتهم الحرة ، وإن كان أشار إشارات إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، فقد أمره صلى الله عليه وسلم أن يصلي مكانه في مرضه الأخير . وقال صلى الله عليه وسلم : " ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " [2] والنصوص التي تحتوي الإشارات كثيرة . كان علي كرم الله وجهه على ما عرف به من حياء - جسورا في الحق ، لا يتهيب في سبيل تحري الحقيقة شيئا ، لا يستحي من البحث والتقصي ، فلا يظلم أحدا . وهذه هي طبيعة القاضي ركبت فيه إلى جوار طبيعة الزاهدة . .
[1] رواه أحمد في المسند ( 1 / 108 ) وفي ( الفضائل ) رقم ( 284 ) وأبو نعيم في ( الحلية ) ( 1 / 64 ) والبزاز ( كشف الأستار ) ( 2 / 255 ) والطبراني في الأوسط . قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 176 ) رواه أحمد والبزاز والطبراني في الأوسط ورجال البزاز ثقات ويبقى الحديث محل نظر . [2] أبو داود رقم ( 4660 ، 4661 ) في ( السنة ) باب ( استخلاف أبي بكر - رضي الله عنه ) وأحمد في ( الفضائل ) برقم ( 589 )
107
نام کتاب : علموا أولادكم محبة آل بيت النبي ( ص ) نویسنده : الدكتور محمد عبده يماني جلد : 1 صفحه : 107