نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 75
فصل في المكلف والتكليف وما يتعلق بهما قال الله تعالى * ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) * . المعروف المشهور أن المكلف هو : العاقل البالغ سليم الحواس الذي بلغته الدعوة . فلا بد لنا أن نفهم أصل التكليف الذي انبثقت منه هذه الأمور الأربعة ، وهو الفهم فنقول : قال الله تعالى * ( ففهمناها سليمان ) * الأنبياء : 79 ، واتفق العقلاء على أن شرط المكلف أن يكون عاقلا فاهما للتكليف ، لأن التكليف خطاب ، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال ، كالجماد والبهيمة ، ومن وجد منه أصل الفهم لأصل الخطاب ، دون تفاصيله من كونه أمرا ونهيا ، ومقتضيا للثواب والعقاب ، ومن كون الأمر به هو الله تعالى وأنه واجب الطاعة ، وكون المأمور به على صفة كذا وكذا ، كالمجنون والصبي الذي لا يميز ، فهو بالنظر إلى فهم التفاصيل كالجماد والبهيمة بالنظر إلى فهم أصل الخطاب ، ويتعذر تكليفه أيضا لأن التكليف كما يتوقف على فهم الخطاب يتوقف أيضا على فهم تفاصيله . فالصبي المميز وإن كان يفهم ما لا يفهمه غير المميز ، غير أنه أيضا غير فاهم على الكمال ما يفهمه كامل العقل ويعرفه من وجود الله سبحانه وتعالى ، وأنه سبحانه وتعالى قد أمر عباده وكلفهم بأوامر ونهاهم عن أشياء ، وكذلك هو غير فاهم لوجود الرسول الصادق المبلغ عن الله تعالى ، وغير ذلك مما يتوقف عليه مقصود التكليف .
75
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 75