نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 721
وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ماذا أقول إذا أتيت البقيع ؟ قال : " قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون " رواه مسلم ( 2 / 671 ) ومنة يؤخذ جواز زيارة المرأة للقبور أيضا إذا أمنت الفتنة . أما حديث الصحيحين [420] " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فهو حديث شاذ مردود كما قال سيدي عبد الله بن الصديق في كتابه " الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة المردودة " ص ( 105 ) لأن في الحديث إشكال كبير وهو : كيف يلعن النصارى بسبب اتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد مع أنه ليس لهم إلا نبي واحد وهو سيدنا عيسى عليه السلام ولم يدفن وإنما عرج به إلى السماء ؟ ! ثم كيف يحترم اليهود الأنبياء يجعلون على قبورهم مساجد وقد اشتهر عنهم معاداة النبيين والمرسلين حتى قال الله تعالى عنهم ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) البقرة : 87 . ثم لو سلمنا بصحة الحديث فليس مرادا به البناء على القبر البتة ، وإنما المراد به اتخاذ القبر مسجدا ومعنى ذلك الصلاة على القبر أو إليه ، كما قاله ابن حجر المكي في الزواجر ( 1 / 148 ) . ثم نقول أيضا على فرض صحة الحديث : إن هذا الذم واقع على اليهود والنصارى لا على هذه الأمة الإجماع ، لأن الصحابة دفنوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بناء وهو بيت السيدة عائشة وهذا بإجماع الأمة زمن الصحابة حتى هذا اليوم . فإن قال قائل : هذا خاص بالأنبياء فقط . قلنا : ليس كذلك ! بل إن هذا القول ظاهر البطلان لإجماع الأمة على