نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 691
ليس في هذا السجود اعتقاد في تلك الأحجار وإنما هو سجود لله تعالى الآمر بالاتجاه إلى تلك الجهة وهو سبحانه منزه عن الحلول والوجود فيها وفي غيرها ، فافهم ذلك جيدا . وأنبه هنا إلى أن السجود أو الركوع إلى الصنم المسمى بالجندي المجهول إنما يكون لذاته ، والراكع له لا يقصد الركوع أو السجود لله تعالى رب العاملين مع كون هذا الفعل غير مأمور به شرعا ، خلافا لسجودنا لله تعالى مستقبلين الكعبة المشرفة ، فلاحظ ذلك ولا تغفل عنه . والدليل على تحريم السجود لغير الله تعالى قوله عز وجل ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) فصلت : 37 . روى عبد الله بن أبي أوفى فقال : لما قدم معاذ بن جبل من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما هذا يا معاذ ؟ ! " . قال : أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطاركتهم ، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تفعلوا . فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، والذي نفس محمد بيده ، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ، ولو سألها نفسها وهي على قتب ، لم تمنعه " رواه أحمد ( 4 / 381 ) وابن ماجة ( 1 / 595 ) وغيرهما وهو حديث صحيح . وفي صحيح ابن حبان ( 9 / 470 ) عن أبي هريرة مرفوعا : " ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد ، ولو كان أحد ينبغي أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه " .
691
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 691