نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 620
[ قوله ( من عادى لي وليا ) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته . . . قال أبو القاسم القشيري : قرب العبد من ربه يقع أولا بإيمانه ، ثم بإحسانه ، وقرب الرب من عبده ما يخصه به في الدنيا من عرفانه ، وفي الآخرة من رضوانه ، وفيما بين ذلك من وجوه لطفه وامتنانه ، ولا يتم قرب العبد من الحق إلا ببعده من الخلق ، قال : وقرب الرب بالعلم والقدرة عام للناس ، وباللطف والنصرة خاص بالخواص ، وبالتأنيس خاص بالأولياء . وقال الفاكهاني : معنى الحديث أنه إذا أذى الفرائض وأدام على إتيان النوافل من صلاة وصيام وغير هما أفضى به ذلك إلى محبة الله تعالى . وقالى ابن هبيرة : يؤخذ من قوله ( ما تقرب ) الخ أن النافلة لا تقدم على الفريضة لأن النافلة إنما سميت نافلة لأنها تأتي زائدة على الفريضة فما لم تؤد الفريضة لا تحصل النافلة ، ومن أدى الفرض ثم زاد عليه النفل وأدام ذلك تحققت منه إرادة التقرب . كما قال بعض الأكابر : من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور . قوله ( كنت سمعه الذي يسمع به ) الخ : اتفق العلماء ممن يعتد بقوله أن هذا مجاز وكناية عن نصرة العبد وتأييده وإعانته . قوله ( ولئن سألني أعطيته ) وقد استشكل بأن جماعة من العباد والصلحاء دعوا وبالغوا ولم يجابوا ! ! والجواب : أن الإجابة تتنوع فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور وتارة يقع ولكن يتأخر لحكمة فيه ، وتارة قد تقع الإجابة ولكن بغير عين المطلوب حيث لا يكون في المطلوب مصلحة ناجزة وفي الواقع مصلحة ناجزة أو أصلح منها . وقد تمسك بهذا الحديث بعض الجهلة من أهل التجلي والرياضة فقالوا : القلب إذا كان محفوظا مع الله كانت خواطره معصومة من الخطأ ، وتقب ذلك أهل التحقيق من أهل الطريق فقالوا : لا يلتفت إلى شئ من ذلك إلا إذا وافق الكتاب والسنة ، والعصمة إنما هي للأنبياء ، ومن عداهم فقد يخطئ ، فقد كان
620
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 620