نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 616
والصحيح عندنا في تعريف الولي هو : المسلم المؤمن الذي تعلم ما يجب عليه معرفته من التوحيد والفقه الضروري المحافظ على أداء الفرائض ثم الزائد عليهما من النوافل ، ولا يشترط الإتيان بالنوافل كلها وإنما بقدر الاستطاعة ، المتوجه بصدق القلب والاخلاص لله تعالى في أعماله ، الذي تكره نفسه المعاصي وتحب الطاعات ، الغائر على حرمات الله تعالى المهتم بأمر المسلمين ، ولا يشترط في حقه ظهور كرامة على يديه . هذا هو التعريف الصحيح الجامع المانع في تعريف الولي عندنا . أما قولنا ( المؤمن المسلم ) فهذا قيد لا بد منه فخرج بذلك الكافر والمشرك إذ يستحيل أن يكون الواحد منهما من أولياء الله تعالى ويلتحق بهما الفاسق والمنافق لما ورد في القرآن من ذمهما . وأما قولنا ( الذي تعلم ما يجب عليه معرفته من التوحيد والفقه الضروري ) فهذا هو أس التقوى ولا بد من تحقق هذا في الولي ، وأبسط تعريف للتقوى هي : معرفة ما أوجبه الله تعالى وفرضه مع الإتيان به ومعرفة ما نهى عنه فحرمه والانتهاء عنه ، وغير هذا خرط القتاد ! ! والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين : " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين " [364] قال الحافظ ابن حجر في شرحه في الفتح ( 1 / 165 ) : " ومفهوم الحديث أن من لم يتفقه في الدين أي يتعلم قواعد الإسلام وما يتصل بها من الفروع فقد حرم الخير ، وقد أخرج أبو يعلى حديث معاوية من وجه آخر ضعيف وزاد في آخره " ومن لم يتفقه في الدين لم يبال الله به " والمعنى صحيح .
[364] روى البخاري ( 1 / 164 ) ومسلم ( 2 / 718 ) ، ورواه أحمد ( 1 / 306 ) وغيره بسند صحيح من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ، ورواه أحمد ( 2 / 34 ) وابن ماجة ( 1 / 80 ) وغيرهما بسند صحيح عن أبي هريرة . وعند الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 281 ) من حديث ابن عمر وهو حسن .
616
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 616