responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 607


الحديث والكلام عليه ، وظاهر هذه الآية ينافي ظاهر ذلك الحديث ولا تلتئم ألفاظه مع لفظ الآية ، وقد رام الجمع بين الآية والحديث جماعة بما هو متكلف في التأويل ، وأحسن ما تكلم به على هذه الآية ما فسره به الزمحشري : قال هي من باب التمثيل والتخييل ومعنى ذلك أنه تعالى نصب لهم الأدلة على ربوبيته ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الضلالة والهدى فكأنه سبحانه ( أشهدهم على أنفسهم ) وقررهم وقال ( ألست بربكم ) وكأنهم ( قالوا بلى ) أنت ربنا شهدنا على أنفسنا وأقررنا لوحدانيتك وباب التمثيل واسع في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وفي كلام العرب ، ونظيره قول الله عز وجل ( إنما قولنا لشئ إذا أردنا أن نقول له كن فيكون ) . ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا آتينا طائعين ) . وقول الشاعر :
إذا قالت الأنساع للبطن الحقي * تقول له ريح الصبا قرقار ومعلوم أنه لا قول ثم وإنما هو تمثيل وتصوير للمعنى ، وأن تقولوا مفعول له أي فعلنا ذلك من نصب الأدلة الشاهدة على صحتها كراهة أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين لم ننبه عليه ، أو كراهة أن تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فاقتدينا بهم لأن نصب الأدلة على التوحيد وما نبهوا عليه قائم معهم ، فلا عذر لهم في الإعراض عنه والاقبال على التقليد والاقتداء بالآباء كما لا عذر لآبائهم في الشرك وأدلة التوحيد منصوبة لهم ، ( فإن قلت ) : بنو آدم وذريتهم من هم ، قلت : عنى ببني آدم أسلاف اليهود الذين أشركوا بالله تعالى حيث قالوا : ( عزير ابن الله ) وبذر يتهم الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخلافهم المقتدين بآبائهم ، والدليل على أنها في المشركين وأولادهم قوله تعالى ( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ) والدليل على أنها في اليهود الآيات التي عطفت عليها وهي على نمطها وأسلوبها وذلك على قوله ( واسألهم عن القرية ) و ( إذ قالت أمة منهم ) ( وإذ تأذن ربك ) ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم ) ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا ) انتهى كلام الزمخشري وهو بسط كلام من تقدمه ] .

607

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 607
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست