نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 546
واردها ) ، وهذا العموم في قوله تعالى ( وإن منكم ) لا يشمل الخلق جميعا ، ولذلك نظائر في القرآن الكريم ، منها قوله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) ومعلوم من نصوص الكتاب والسنة أن هناك من يدخل الجنة بغير سؤال ولا حساب ، قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر : 10 ، وجاء في الحديث " يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب " رواه مسلم ( 1 / 197 ) والبخاري بلفظ قريب منه ( 11 / 405 - 406 ) . وقوله تعالى ( ثم ننجي الذين اتقوا ) أي اتقوا الشرك [324] ، ومعناه : اتقوا الله تعالى بعدم اقترافهم للشرك والكفر لكن ظلموا أنفسهم بأنواع من المعاصي التي استوجبت دخولهم النار ، فهؤلاء يخرجهم الله تعالى وينجيهم من الخلود في النار ويذر ( الظالمين ) أي الكافرين ( فيها جثيا ) أي مخلدون لا يخرجون منها ، والظالمين هنا الكافرين ، وقد سمى الله تعالى الكفر ظلما في القرآن الكريم ، لأن الكفر من أكبر الظلم وأشده على الحقيقة ، قال الله تعالى ( إن الشرك لظلم عظيم ) لقمان : 13 وقال تعالى ( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) الحج : 25 . ولنرجع إلى سياق آية الورود وإلى الآيات التي قبلها فنقول : قال الله تعالى : [ ( ويقول الإنسان ) أي الإنسان الكافر بدليل ما بعده ( أإذا ما مت لسوف أخرج حيا ) ؟ ! وهذا لا يقوله المؤمن الذي يوقن بالبعث وإنما يقوله الكافر ( أولا
[324] قال الإمام الرازي في " تفسيره " ( 11 / 243 ) : " قال ابن عباس : المتقي هو الذي اتقى الشرك بقول لا إله إلا الله ، واعلم أن الذي قاله ابن عباس هو الحق الذي يشهد الدليل بصحته . . . " .
546
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 546