نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 524
بها باختصار دون إطناب وإملال فنقول وبالله تعالى التوفيق : الإيمان بالنفخ في الصور مرتين : قال الله تعالى : ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا * وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا * الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا ) الكهف : 101 . فهذه الآية تثبت مسألة النفخ في الصور بلا شك وتثبت بأن هناك صورا ينفخ فيه . والنفخ في الصور يكون مرتين ، مرة ليموت الخلق إلا من شاء الله تعالى منهم ، ومرة أخرى لإحيائهم وخروجهم للاجتماع في أرض المحشر ، والدليل عليه قوله تعالى : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون * وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) الزمر : 69 ، وفي آية أخرى ( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات والأرض إلا من شاء الله ، وكل أتوه داخرين ) النمل : 87 . فانظر أيها المؤمن التقي لقوله تعالى ( فصعق من في السماوات والأرض ) وإلى قوله تعالى في الآية الأخرى ( ففزع في السماوات والأرض ) ثم إلى قوله سبحانه وتعالى بعد هاتين الجملتين ( إلا من شاء الله ) لتعلم علما أكيدا قطعيا بأن المؤمن التقي مستثنى من هذا الصعق والفزع لصريح قوله تعالى في آيات أخرى ، منها قوله تعالى ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ) النمل : 89 ، وقوله تعالى ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) الأنبياء 103 ، هذا مع قوله تعالى ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ، وإنما قال الله تعالى ( ففزع من في السماوات والأرض )
524
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 524