نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 502
الذهبي في تراجم كثير من الأئمة أن المسلمين فعلوا ذلك ووهبوه للميت منهم ، ففي ترجمة الإمام الحافظ الخطيب البغدادي مثلا من " سير أعلام النبلاء " ( 18 / 286 ) قال : " وختم على قبره عدة ختمات " . [ ملاحظة مهمة ] : ومن الخطأ الشائع عند بعض الناس ! ! بل وبعض المفتين على بعض المشارب مسارعتهم للقول بأن الميت لا ينتفع بعمل غيره محتجين بقوله تعالى ( وأن ليس للانسان إلا ما سعى ) النجم : 39 ، وبحديث " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة ، إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " [265] . وإليكم الجواب على هذا مقتطفا من رسالة " سيدي " الإمام عبد الله ابن الصديق الغماري " توضيح البيان لوصول ثواب القرآن " [266] ، قال أعلى الله درجته ورحمه وأثابه : [ لم تنف - الآية - انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفت ملكه لغير سعيه وبين الأمرين فرق لا يخفى ، فأخبر الله تعالى أن الإنسان لا يملك إلا سعيه ، أما سعي غيره فهو ملك لساعيه ، فإن شاء أن يبذله لغيره ، وإن شاء أن يبقيه لنفسه وهو سبحانه لم يقل : لا ينتفع إلا بما سعى . قال ابن القيم وكان شيخنا - يعني ابن تيمية [267] - يختار هذه الطريقة ويرجحها ا ه . وقال القرطبي : وقيل إن الله عز وجل إنما قال ( وأن ليس للانسان إلا ما
[265] رواه مسلم ( 3 / 1255 ) وغيره . [266] وهي مطبوعة بذيل كتابه الذي سماه أعلى الله مقامه : " إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة " . [267] ونقل كلام الشيخ الحراني وتلميذه ابن زفيل هنا من باب قولهم : من فمك ندينك ! ! فافهم ! !
502
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 502