نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 486
فصل في معالجة الخوف المتولد من التفكر بالموت والإنكار على الكتب والأشخاص الذين يعطون صورا مخطئة عن هذا الموضوع تقدم معنا قبل قليل الكلام على ضغطة القبر والسكرات ، وبينا هناك أنه ليس هنالك ضغطة بالأدلة من الكتاب والسنة ، وأن الموت ليس ألما وأن معنى سكرة الموت لحظة الموت ، وأن سكرة الموت هي انكشاف عالم البرزخ للروح قبل خروجها من الجسد لقوله تعالى ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) وليس في ذلك على المؤمن ألما ولا عذابا مثاله مثال النعاس للنائم خلافا للكافر ، فإذا تحققت ذلك وعرفته فنقول : العجيب الغريب أن المصنفين والمدرسين والمؤلفين والوعاظ يذكرون للناس عذاب القبر ولا يذكرون لهم نعيمه ، ويزيدون على ذلك فيخوفونهم من الموت ومن القبر وظلمته فيوردون لهم أحاديث منكرة وموضوعة وضعيفة في ذلك منها قولهم إذا وضع الإنسان في قبره يقول له القبر : " أنا بيت الدود ، أنا بيت الظلمة ، أنا بيت الوحدة ، أنا بيت الغربة " . وهذا موضوع وكذب بلا شك . والانسان بعد موته يكون في البرزخ بعيدا عن الجسد فلا يتأثر لو أحرق بدنه أو أكله الدود [255] .
[255] وما ورد في بعض الأخبار من إيذاء الميت بالجلوس على قبره مثلا فهو من باب الايذاء المعنوي للروح في البرزخ وذلك بعدم احترام الجسد ، إذ أن أجساد المؤمنين لها حرمة فلا يجوز أن يمثل بها ولا أن يفعل بها ما يصح أن يسمى انتهاكا لحرمتها وعدم احترامها . فافهم .
486
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 486