responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 461


( ولا نأمن عليهم ) لقوله تعالى : ( أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) الأعراف : 99 ، قال الإمام القرطبي في تفسيره ( 7 / 254 ) : " قوله تعالى ( أفأمنوا مكر الله ) أي عذابه وجزاءه على مكرهم . وقيل مكره استدراجه بالنعمة والصحة " ا ه‌ وقد وقع في هذا الوصف وهو الأمن من المكر كثير من مدعي الولاية والقطبانية ونحوها ! ! وكذلك كثير من العصاة الذين يتكلمون على رحمة الله ومغفرته دون أن يعملوا ما يستوجب الرحمة والمغفرة ! ! . قال تعالى : ( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم ) المائدة : 98 . وقال تعالى ( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب ) الرعد : 6 . معناه : أن الله يغفر لمن تاب وأخلص وبقي خائفا من عقابه لا يتبجح على الناس بطاعة ولا بعمل ، وهو سبحانه شديد العقاب لمن لم يتب أو لمن يرائي ويدعي الدعاوى الكاذبة والتي منها إظهار الولاية والتبجح بها ، ( ولا نشهد لهم بالجنة ) لأنه لا يشهد بالجنة إلا لمن هو مقطوع له فيها كالأنبياء والمرسلين ومن جاء فيه نص صريح في أنه من أهل الجنة كالعشرة المبشرين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأمهما ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السيدة فاطمة ، وأمها السيدة خديجة ، والسيدة عائشة ، والسيدة مريم ، ونحوهم رضوان الله تعالى عليهم ، ونقطع للذين وصفهم الله تعالى في القرآن بأنهم من أهل الجنة ، كالمؤمنين الذي يعملون الصالحات ، فنقول : كل مؤمن عمل الصالحات في الجنة ولا نعين [235]



[235] ولذلك لما عين الصحابة أن فلانا في الجنة رد عليهم صلى الله عليه وآله وسلم ! ! فقد روى البخاري ( 11 / 529 ) ومسلم ( 1 / 108 ) عن أبي هريرة : أن عبدا كان للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد القرى بعد الرجوع من خيبر إذا سهم عائر فقتله ، فقال الناس هنيئا له الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلا ، والذي نفسي بيده ، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا " . ومعنى عائر : قال الحافظ في " الفتح " ( 7 / 489 ) : " سهم عائر . . . أي لا يدرى من رمى به ، وقيل هو الحائد عن قصده " ا ه‌ . وفي صحيح مسلم ( 1 / 107 ) أيضا عن سيدنا عمر رضي الله عنه قال : لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة التي صلى الله عليه وسلم فقالوا : فلان شهيد . فلان شهيد ، حتى مروا على رجل فقالوا : فلان شهيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلا ! ! إني رأيته في النار ، في بردة غلها أو عباءة " . وفي الحديث الصحيح الآخر : " إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة " رواه البخاري ( 7 / 1 47 و 475 ) ومسلم ( 4 / 2042 ) . قلت : وهذه النصوص كلها قد تضافرت على المعنى الذي قررناه ، ومنه يتبين شذوذ مثل حديث الصحيحين [ البخاري ( 3 / 223 ) ومسلم ( 2 / 655 ) ] عن سيدنا أنس الذي يقول فيه : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " وجبت " ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال : " وجبت " فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟ قال : " هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض " .

461

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست