نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 45
معنى الأبيات : إعلم أن مبادئ أي أصول أو أطراف كل فن عشرة ينبغي لطالب ذلك الفن أن يعرفها قبل الدخول فيه : ( أولها ) : الحد : أي التعريف ، وتعريف علم التوحيد هو : علم يستطيع من تعلمه أن يثبت به العقائد الدينية بالأدلة اليقينية القطعية من الكتاب والسنة والإجماع والعقل [11] ، وأن يلزمها لغيره ، أي يقنع بما غيره بدفع الشبه التي يوردها أي إنسان ، وإيراد الحجج والبراهين والأدلة عليه . ( ثانيها ) : الموضوع : موضوع علم التوحيد هو ذات الله تعالى من حيث ما يجب في حقه سبحانه وما يجوز وما يستحيل ، وذات الرسل عليهم الصلاة والسلام من حيث ما يجب في حقهم وعليهم وما يجوز وما يستحيل ، وكذلك من موضوعه الأمور السمعية وهي الغيبيات كالملائكة والجن والحشر والجنة والنار ونعيم القبر الذي هو في البرزخ حقيقة وكنفي كون الملائكة عليهم السلام ذكورا أو إناثا وغير ذلك مما سيمر إن شاء الله تعالى . ( ثالثها ) : الثمرة : وثمرة علم التوحيد هو معرفة الله تعالى بالأدلة القطعية
[11] يظن بعض المعاصرين أن العقل لا يصح أن يكون من الأدلة الشرعية وخصوصا في التوحيد ، وأن اعتباره من الأدلة نوع من الاعتزال ، وهذا خطأ فادح وكلام لا قيمة له ، لأن العقل مناط التكليف ، وقد أرشد الله عز وجل في كتابه الكريم في آيات كثيرة إلى تعين الاستدلال به منها قوله تعالى : في سورة الأنفال 22 : * ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) * . وبالجملة فإن القرآن يحض على تشغيل العقل واستعماله وعدم إهماله في أمر من الأمور ، حتى أن الإيمان بالغيب الذي لا يستطيع العقل أن يدركه لا يتم إلا باستعمال العقل ، وأيضا مثل قوله تعالى : * ( ليس كمثله شئ ) * مسألة توحيدية وهي مفوضة للعقل في تنزيه الله عز وجل عن كل شئ يمكن أن يدركه العقل وسيأتي ذلك موسعا موضحا في فصل خاص مع الأدلة إن شاء الله تعالى والله الموفق .
45
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 45