نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 433
تأويله والله أعلم ، وحكى أبو العلاء الهمداني أن للعلماء قولين في أيهما خلق أولا العرش أو القلم ؟ قال : والأكثر على سبق خلق العرش ، واختار ابن جرير ومن تبعه الثاني ، وروى ابن أبي حازم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " خلق الله اللوح المحفوظ مسيرة خمسمائة عام ، فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق وهو على العرش : أكتب ، فقال وما أكتب ؟ قال علمي في خلقي إلى يوم القيامة " ذكره في تفسير سورة سبحان ، وليس فيه سبق خلق القلم على العرش ، بل فيه سبق العرش . وأخرج البيهقي في " الأسماء والصفات " من طريق الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال " أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب ، فقال : يا رب وما أكتب ؟ قال اكتب القدر فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة " وأخرج سعيد بن منصور عن أبي عوانة عن أبي بشر عن مجاهد قال " بدء الخلق العرش والماء والهواء ، وخلقت الأرض من الماء " والجمع بين هذه الآثار واضح ] ، انتهى من " الفتح " . [ تنبيه ] : وأريد أن أنبه هنا على أمر مهم ، وهو بطلان وفساد ما جاء في أثر سيدنا ابن عباس من أن الله تعالى قال للقلم عندما خلقه " أكتب فقال : يا رب ما أكتب . فقال : اكتب القدر فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة " . وذلك لأن القلم مخلوق من مخلوقات الله تعالى لا يعلم الغيب ولا القدر ، ولا يعرف شيئا . ومن خالف في هذا يكون قائلا بأن القلم يعلم الغيب ويعلم الأشياء الخمس التي لا يعلمها إلا الله وكل ذلك باطل من القول ، فتنبهوا لذلك ولا تغفلوا عنه ! ! وخلاصة الأمر أن وجود القلم غير قطعي فليس هو عقيدة يكفر منكرها ، والله تعالى أعلم .
433
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 433