نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 42
وهذه الآيات المتقدمة بمجملها فيها أصول التوحيد وقواعده وهناك آيات كثيرة أخرى في ذلك أيضا يمر بعضها إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب عند التعرض للمسائل المتعلقة بها . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) . رواه البخاري ( فتح 6 / 44 ) ومسلم ( 1 / 57 برقم 46 ) . ومعنى قوله في الحديث ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) أي بشارته أرسلها بواسطة الملك إلى السيدة مريم قبل أن تحمل به ، قال الله تعالى : * ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) * آل عمران : 45 ، والمعنى الشمولي لذلك أن سيدنا عيسى خلقه الله تعالى بقدرته من غير أب لأنه سبحانه * ( إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) * آل عمران : 47 ، وهو قوله تعالى أيضا : * ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) * آل عمران : 59 . ومعنى قوله فيه ( وروح منه ) أي أن المسيح عليه السلام روح من الله خلقا وتكوينا ، لا جزءا ، وهذا مثل قوله تعالى * ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) * الجاثية : 13 ، فقوله هنا في الآية الكريمة ( منه ) كما هو ظاهر أي : منه خلقا وتكوينا لا جزءا ، والله تعالى ليس روحا لأن الروح مخلوقة والله سبحانه * ( ليس كمثله شئ ) * الشورى : 11 . ومثل هذا قوله تعالى * ( ونفخت فيه من روحي ) * الحجر : 29 أي ونفحت فيه من الروح التي خلقتها وأضفتها إلي لأشرفها وهذا مثل إضافته سبحانه البيت العتيق إليه في قوله * ( أن طهرا بيتي ) * وقوله في الناقة * ( فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ) * الشمس : 13 .
42
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 42