نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 402
وما ذهب إليه بعضهم من قولهم إن ذلك التأثير متعلق بالأمور الدنيوية وليس فيما يخص الدين والتبليغ قول لا دليل عليه وهو تعليل باطل عندنا ، وفد اطلعنا على ما كتبوا فيه ، وفساده لا يساوي ذكره إلا إن أحتاج الأمر والله الهادي . ولهذه الأمور صرح الإمام أبو عبد الله الحاكم في كتابه " المدخل إلى كتاب الإكليل " ص ( 39 ) حيث قال : " وحديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : طب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشئ ولا يفعله . قال الحاكم : هذا الحديث مخرج في الصحيح وهو شاذ بمرة " . والذي يؤكد ذلك الشذوذ أنه قد وقع في بعض روايات الحديث كما في " الفتح " ( 10 / 230 ) أن سيدنا جبريل نزل عند ذلك بالمعوذتين . . . وهذا يخالف ما هو مشهور من أن المعوذتين مكيتان ! ! ولو كان الحديث صحيحا لصح الباطل وهو قول كفار مكة يومئذ فيما حكاه الله تعالى في كتابه عنهم ( إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) الإسراء : 47 ، وقال تعالى ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) الفرقان : 8 . ثم إن الحديث فيه اضطراب في اسم الساحر ونعته ففي بعض الروايات أنه يهودي وفي بعضها أنصاري وفي بعضها منافق كما تجد ذلك في " شرح مشكل الآثار " ( 15 / 179 - 181 ) للإمام الطحاوي والتعليق عليه ، وكذا " الفتح " ( 10 / 226 ) . وكذا وقع الخلاف والاضطراب في مدة تأثير السحر ! ! ومن ذلك كله نقول بأن الحديث شاذ مردود ، والله أعلم .
402
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 402