نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 396
فإن قال قائل : أيقنا أنه عليه السلام نبي ولكنه ليس برسول ! ! قلنا قي جوابه : هذا محال لأنه لا يوجد قبله رسول ولا نبي فهو صاحب شريعة مستقلة فوجب أن يكون رسولا وهذا ظاهر . إذا علمت هذا وعرفت أن سيدنا آدم عليه السلام أول الرسل والأنبياء فينبغي لنا الآن أن نناقش الحديث الذي فيه : أن سيدنا نوح أول الرسل إلى أهل الأرض . وهو في الصحيحين فنقول : وقع في بعض روايات حديث الشفاعة في الصحيحين أن الناس يذهبون لسيدنا نوح ليتوسلوا به إلى الله تعالى فيقولون له : ( يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ) [ أنظر البخاري 6 / 371 ومسلم 1 / 185 ] ووقع أيضا في صحيح مسلم ( 1 / 180 ) ( ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله ) . فكيف نجيب عن التعارض بين هاتين القضيتين في أن سيدنا آدم أول الرسل وبين الحديث الناص أن سيدنا نوحا عليه السلام أول الرسل ؟ ! الجواب : إما : أن يقال إن اللفظ الواقع في الصحيحين هو من زيادات الرواة وتصرفهم ، وبالتالي ليس هو من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لثبوت نبوة سيدنا آدم في الكتاب والسنة . وإما : أن يجمع بين الحديثين فيقال إن سيدنا نوح عليه السلام أول الرسل إلى أهل الأرض من الكفار ، وأما من قبله من الأنبياء والمرسلين فلم يكن الكفر قد حدث فيهم ، وقد رأيت الإمام النووي رحمه الله تعالى قد تعرض لهذا وذكره في ( شرح صحيح مسلم ) ( 3 / 55 ) أثناء كلام له في شرح حديث الشفاعة حيث قال هناك : ( فإن آدم إنما أرسل لبنيه ولم يكونوا كفارا بل أمر بتعليمهم الإيمان وطاعة الله تعالى ، وكذلك خلفه شيث بعده فيهم ، بخلاف رسالة نوح إلى كفار أهل الأرض . . ) [192] هذا كلامه .
[192] وهناك تأويل آخر للحديث ذكره الإمام الطحاوي في ( شرح مشكل الآثار ) ( 14 / 386 ) فارجع إليه إن أردت التوسع ، لكنه غير مسوغ عندي والله أعلم .
396
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 396