نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 34
بالأسهل بقول السيدة عائشة رضي الله عنها ( ما خير رسول الله ص بين أمرين إلا اختار أيسرهما ) وهذا الاستدلال خطأ محض ! ! قال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) ( 6 / 575 / ) في شرحه : [ ( بين أمرين ) : أي من أمور الدنيا ، يدل عليه قوله ( ما لم يكن إثما ) لأن أمور الدين لا إثم فيها . . ] انتهى فتدبر ! ! وذلك لأن النبي ص لم تكن أمامه مذاهب وأقوال فينتقي منها ، إنما كان ينزل عليه ص الوحي فيقول له : إن الله يأمرك بكذا ، وينهاك عن كذا ولم يقل له قط في هذه المسألة قولان أو ثلاثة أقوال ! ! أو أختلف فيها أهل العلم فخذ بالأسهل والأهون ! ! فتدبر ! ! وإنما كان ص إن نزل مثلا على رجل ضيفا فقال له : هل آتيك يا رسول الله بخل أو لحم فكان يقول له ص إيتني بالأيسر عليك . وبذلك يتبين أن المحتج بقول السيدة عائشة ( ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ) لا يعرف الاستدلال أو يريد أن يوهم العامة - تلبيسا - أن ما جاء به يصلح أن يكون دليلا لما يريد ! ! والله المستعان . ومن هذا الباب أيضا استدلال بعض المعاصرين بسماحة الشريعة الإسلامية ! ! ونحن نقول : لا ينكر عاقل سماحة الشريعة ، إنما ننكر كما ينكر الأئمة من أهل العلم التوصل بمثل هذه العبارات إلى استحلال ما هو محرم أو تتبع الرخص والتأويلات الباطلة ! ! ومعنى سماحة الشريعة الإسلامية مثلا أن الله تعالى خفف على المريض فأجاز له أن يصلي قاعدا ونائما ومضطجعا ، ورخص لمن لم يجد الماء للوضوء أو للغسل أو خاف من استعماله ضررا أن يتيمم ، وهكذا ، وليس معنى ذلك أن يلفق ويتبع رخص العلماء والأقوال الضعيفة أو الباطلة ! ! نقل الحافظ الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ( 13 / 465 ) عن الإمام الحافظ إسماعيل القاضي رحمه الله تعالى أنه حدث بأنه دخل على الخليفة المعتضد يوما حيث قال :
34
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 34