نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 329
( فلا يقدر في صفته - تعالى - حركة ولا سكون ، ولا ضياء ولا ظلام ، ولا قعود ولا قيام ، ولا ابتداء ولا انتهاء ، إذ هو عز وجل وتر * ( ليس كمثله شئ ) * ) . فالنور والظلمة : مخلوقان لله تعالى لقوله سبحانه * ( وجعل الظلمات والنور ) * أي خلقهما ، فلا يجوز وصفه سبحانه أنه في ظلمة أو في ضياء ، فوجب تنزيه المولى سبحانه عن هذين الضدين مع أن العقل لا يمكن أن يتصور موجودا في غير ظلمة ولا ضياء ! ! فافهم ! ! لأن عقل الإنسان لا يستطيع أن يدرك إلا الأشياء المادية التي رآها فلا يتصور إلا أشكالا وهيئات ! ! وكذلك نقول الله تعالى لا يوصف بأنه متصل بالعالم داخله ولا منفصل عن العالم خارجه ، بل نؤمن بوجوده سبحانه وتعالى ونكفر كل من أنكر وجود صانع هذه المخلوقات العجيبة البديعة الصنع مع اتهام عقولنا وتصريحنا بعدم القدرة على إدراك الخالق جل جلاله * ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ) * طه : 112 . [ تنبيه ] : ومن غريب تخابطات المجسمة ! ! أنهم يقولون ينزل بذاته إلى السماء الدنيا بلا كيف ؟ فإذا قيل لهم هذا محال لأنه الحلول في الخلق بعينه ، أليست السماء مخلوقة له سبحانه فكيف ينزل فيها بذاته وبلا حلول ؟ ! ! فيقولون ينزل بذاته إلى السماء الدنيا بلا كيف ! ! ويغالطون أنفسهم قائلين بكيفية لا نعقلها ! ! والكيف مجهول ! ! ثم نراهم هنا يريدون أن يعقلوا الكيف الذي يزعمون أنهم لا يقولون به فيقولون كيف يكون لا داخل العالم ولا خارجه ؟ ! ! لا متصلا به ولا منفصلا عنه ؟ ! ! مع أنه يلزمهم أن يوضحوا لنا كيف ينزل بذاته إلى السماء الدنيا أو فيها بلا حلول واتصال وهم الذين يقولون وهم يخاطبون المفوضين : ( إن الله لم يخاطبنا
329
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 329