نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 307
فصل في تطبيق هذه الأسس على بعض الآيات والأحاديث قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى : ( فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحد من البرية ، تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، وهو مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شئ وبما فوقه ، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه ) . الشرح : ذكر المصنف هنا تنزيه الله تعالى عن الأعضاء والأدوات والحد والجهة وهو العلو الحسي الذي تثبته المجسمة والمشبهة ، فلا بد لنا الآن أن نستوعب هذه الأمور ونعرضها على الأسس والقواعد التي قدمنا ذكرها المبنية على نصوص الكتاب والسنة ، ويجدر بنا أيضا أن نذكر بعض الآيات والأحاديث التي تشبث المجسمة بظواهرها في إثبات صفات لله تعالى مع أنها لا تفيد ذلك ، وقد مر بنا فيما تقدم أن النسيان المذكور في قوله تعالى * ( نسوا الله فنسيهم ) * لا يجوز إطلاقه صفة لله تعالى وأنه مؤول عند السلف بالترك ، وكذلك الجنب الوارد في قوله * ( يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ) * مؤول عند السلف بحق الله ، وكذلك المرض الذي ورد في حديث ( عبدي مرضت فلم تعدني ) عائد على العبد لأن المرض نقص ولا يجوز اعتقاد أنه من صفات الله ، ومن ذلك أيضا الساق في قوله تعالى * ( يوم يكشف عن ساق ) * فإنها مجاز عن اشتداد الأمر ، ولذلك أولها سيدنا ابن عباس بالشدة كما مر في باب نقل تأويلات السلف الصالح رحمهم الله تعالى .
307
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 307