نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 296
لقد ورد ذكر الغضب والرضى مضافا لله تعالى في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الصحيحة ، والقواعد لا تمنع إطلاق هذين اللفظين صفة على الله تعالى بشرط تنزيه الله سبحانه وتعالى عن قيام الحوادث والتغيرات به ، فهو بعلمه الأزلي يعلم ما سيعمل كل عبد من عبيده ولذلك رضي عن الطائعين وغضب على الفجار والمشركين العاصين ، دون أن تتغير صفاته سبحانه ، ومن أثبت له التغير وحدوث الصفات قي ذاته العلي شيئا فشيئا حكمنا بكفره ، لأن في هذا نسبة النقص إليه سبحانه من وجوه عديدة ، ووصفه بما لم يصف به نفسه ، وقد أول جماعة من السلف رضاه سبحانه وغضبه ، قال الإمام أبو الحسن الأشعري في ( رسالة أهل الثغر ) ص ( 74 ) - وهي من آخر مؤلفاته حقيقة ( 154 ) - : ( وأجمعوا على أنه عز وجل يرضى عن الطائعين له ، وأن رضاه عنهم إرادته لنعيمهم وأنه يحب التوابين ، ويسخط على الكافرين ويغضب عليهم وأن غضبه إرادته لعذابهم ) .
( 154 ) قلت : وقد ذكر الإمام الأشعري في رسالة أهل الثغر عدة إجماعات عن السلف ، لا يسلم له في كثير منها دعوى الإجماع كنقله الإجماع في المجيئ واليد والرؤية يوم القيامة ، وزيادة الإيمان ونقصه ، والصراط ، وعلى عدم الخروج على الفاجر الجائر وغير ذلك ، وبعض ما ادعى فيه الإجماع من غير هذه الأمور صحيح ولا ريب فيه ، فاعلم ذلك ولا تغفل عنه .
296
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 296