نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 288
تعالى * ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ) * الأنبياء : 2 ، وقوله تعالى : * ( وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين ) * الفرقان : 5 ، وقد أخبر المولى تبارك وتعالى الخلق أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه العبارات المخلوقة المعبرة عن كلامه الأزلي الأبدي الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ، كما أخبر أنهم عاجزون أن يخلقوا إنسانا بل بعوضة وهي التي تعبر عن قدرته تبارك وتعالى ، والدليل على أنه مخلوق أيضا هو أن القرآن معجزة وكل معجزة مخلوقة . وإن هذه الألفاظ المخلوقة باللغة العربية المنزلة على سيدنا رسول الله ص بقوله تعالى : * ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) * لها حرمة وقداسة فلا يجوز لغير المتطهر المتوضئ أن يمسها * ( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين ) * ولو كانت قديمة لما كانت في كتاب حادث مخلوق ولما تصور مسها ولا كتابتها في اللوح المحفوظ الذي خلقه الله تعالى وأحدثه وأجرى القلم عليه بأشياء كثيرة . . فكما أن العبارات الموجودة في اللوح المحفوظ حادثة تعبر عن العلم القديم الأزلي الأبدي فكذلك المصحف الذي بأيدينا والجمل والعبارات والحروف والأصوات ، لأن نفس اللوح حادث أوجده الله تعالى بعد أن كان عدما . وأما معنى قوله تعالى * ( فأجره حتى يسمع كلام الله ) * أي أتل عليه هذه الألفاظ التي خلقتها وعلمتك إياها والتي تعبر عن كلامي الأزلي والتي لم يصنفها أحد والتي تقرأها بفمك الحادث ، وتقرير ذلك في كتاب ( خلق أفعال العباد ) للإمام البخاري رحمه الله تعالى . فتبين من هذا البيان أن كلام الله تعالى يطلق على شيئين ، الأول الصفة النفسية الذاتية التي ليست حرفا ولا صوتا ولا هي مخلوقة ، والثاني : على هذه الألفاظ التي إن كانت عربية قيل القرآن ، وإن كانت سريانية قيل الإنجيل ، وإن
288
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 288