responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 277


وقال تعالى * ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) * التوبة : 51 .
الآيات الدالة على أن المكلف ( الإنسان وغيره ) مختار في أفعاله غير مجبور ولا مقهور :
قال الله تعالى * ( وهديناه النجدين ) * البلد : 10 ، وقال تعالى * ( وهديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) * الإنسان : 3 ، وقال تعالى * ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) * الكهف : 29 ، وقال تعالى * ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة الهون بما كانوا يكسبون ) * فصلت :
17 .
فتلخص من هذا كله أن الله تعالى نص في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه على أن أفعالنا وأعمالنا مخلوقة لله تعالى في حال كونها من كسبنا وعملنا وصنعنا ونحن مختارون فيها ، وكونها كذلك يجب الإيمان به ولا يمكن إدراكه ، أما كونها أعمالا لنا فهذا معقول لنا ومدرك ، وأما كونها أيضا مخلوقة لله تعالى فهذا غير معقول لنا لأنه من صفات الله تعالى كما تقدم ( أي يتعلق بصفة القدرة والتخليق لله ) وصفات الله تعالى لا يمكن أن نعقلها ولا أن ندركها وإنما آمنا بذلك واعتقدناه لوروده صريحا في كتاب الله تعالى ، وإذا وصلنا إلى هذه النقطة وهي البحث عن كيفية كون أعمالنا مخلوقة لله تعالى وكيفية أو ماهية ذلك وهذا غير معقول بذاته فعلينا أن نمسك [148] .
وقد صنف في هذه المسألة الإمام العلامة المحدث الكوثري عليه الرحمة والرضوان رسالة أجاد فيها وأفادنا من درر علومه في هذا الباب أسماها ( الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار ) فليرجع إليها من شاء الاستفادة والله الموفق .



[148] وبذلك ينهدم اعتراض المتمسلفين على السادة الأشاعرة في مسألة الكسب ويتبين وهاء ما احتجوا به .

277

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست