responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 276


وكسبه المنسوب إليه هو أيضا مخلوق لله تعالى ، وذلك لان هذا الامر هو عبارة عن تعلق القدرة وصفة الخالقية بالمخلوق وهذا مما لا يمكن لمخلوق أن يدركه لأنه إدارك لصفة الله تعالى ، والله سبحانه وصفاته خارج عن طور الادراك وإمكانيته وإنما يدرك من ذلك الأثر لا المؤثر الحقيقي سبحانه وتعالى .
الآيات الدالة على أن أعمالنا مخلوقة لله تعالى مع كوننا مخيرين فيها :
قال الله تعالى : * ( والله خلقكم وما تعملون ) * الصافات : 96 ، وقال تعالى * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * الأنفال : 17 .
وقال تعالى : * ( وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولون هذه من عندك ، قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) * النساء : 78 . ذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الحسنة والسيئة والنعمة والمصيبة من عنده على التحقيق ، لأنه هو خالق الخير والشر ، وهو سبحانه النافع والضار * ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) * ثم بين سبحانه بعد هذه الآية أنه ينبغي للعبد أن يتأدب مع الله تعالى فينسب الخير إلى الله والشر لنفسه ، فقال سبحانه : * ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) * النساء : 79 . وفي قصة الخضر أكبر بيان في تعليم التأدب في نسب الشر إلى الانسان والخير إلى الله سبحانه وتعالى ، فانظر إلى قول سيدنا الخضر عليه السلام عن خلع لوح السفينة * ( فأردت أن أعيبها ) * فنسب الإرادة في هذا الامر اليه لان ظاهر الامر شر محض ، وقال في قتل الغلام * ( فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة ) * فنسب جهة قتله له لان ظاهرها شر محض ونسب جهة نفع أبويه إلى الله لأنها جانب الخير فقال * ( فأردنا ) * ، وقال في بناء الجدار لأنه خير محض * ( فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما ) * فتأمل جيدا ! !
وقال تعالى * ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليه القول فدمرناها تدميرا ) * الاسراء : 16 .

276

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست