نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 266
صفة القدرة وصفة الإرادة والمشيئة قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى : ( ولا شئ يعجزه ، ولا يكون إلا ما يريد ، مميت بلا مخافة ، باعث بلا مشقة ، ذلك بأنه على شئ قدير ، وكل أمر عليه يسير ، وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شئ يجري بتقديره ومشيئته ، ومشيئته تنفذ ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم ، فما شاء لهم كان ، وما لم يشأ لم يكن ، يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ، ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا ، وكلهم يتقلبون في مشيئته ، بين فضله وعدله ، لا راد لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، ولا غالب لأمره ، آمنا بذلك كله وأيقنا أن كلا من عنده ، وكل ميسر لما خلق له ، والأعمال بالخواتيم ، والسعيد من سعد بقضاء الله ، والشقي من شقي بقضاء الله ، وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه ، لم يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي مرسل ، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان ، وسلم الحرمان ، ودرجة الطغيان ، فالحذر كل الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة ، فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه ، ونهاهم عن مرامه ، كما قال تعالى في كتابه : * ( لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) * . فمن سأل : لم فعل ؟ فقد رد حكم الكتاب ، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين ، فلو اجتمع الخلق كلهم على شئ كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ، ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه . ولو اجتمعوا كلهم على شئ لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه ، جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة . وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه ، وما أصابه لم يكن ليخطئه ، وعلى العبد
266
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 266