نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 258
يمكن أن ينفك عنه دال على قولهم بحلول العالم والخلق بالله تعالى ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وقد شرحنا ذلك وبينا صورته ورسمه في تقرير مسألة ( أن الله تعالى لا يوصف بأنه خارج العالم ولا داخله ) من هذا الكتاب ص ( 324 ) فليرجع إليها من شاء البيان والايضاح . صفة الغنى قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى : ( لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته ، وكل شئ إليه فقير ، لا يحتاج إلى شئ ، ويملك كل شئ ، ولا يملكه شئ ، ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين ) . الشرح : ومما يجب اعتقاده أيضا في حق الباري سبحانه وتعالى من الصفات أنه غني ومن غناه : غناه : عن الموجد وغناه عن الزمان والمكان وبالمقابل افتقار كل الكائنات إليه في وجودها وافتقارها إليه وخضوعها للزمان والمكان الذي حدده سبحانه لها . ومن الآيات الواردة في هذا المعنى قوله تعالى * ( إن الله لغني عن العالمين ) * العنكبوت : 6 ، وقال تعالى * ( والله الغني وأنتم الفقراء ) * . قال الحافظ البيهقي في ( الأسماء والصفات ) ص ( 36 ) : ( قال الحليمي في معنى الغني : إنه الكامل بما له وعنده فلا يحتاج معه إلى غيره ، وربنا جل ثناؤه بهذه الصفة لأن الحاجة نقص ، والمحتاج عاجز عما يحتاج إليه إلى أن يبلغه ويدركه ، وللمحتاج إليه فضل بوجود ما ليس عند المحتاج ، فالنقص منفي عن القديم بكل حال ، والعجز غير جائز عليه ولا يمكن أن يكون لأحد عليه فضل إذ كل شئ سواه خلق له ، وبدع أبدعه لا يملك من أمره شيئا ،
258
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 258