responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 247


تنزيه وجود الله تعالى عن الزمان والمكان قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى :
( لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) .
الشرح :
ذكرنا فيما تقدم أن أول صفة واجبة في حق المولى سبحانه وتعالى هي صفة الوجود ، وأن الشرع أرشد إلى وجوب النظر في ملكوت السماوات والأرض ليتعرف الإنسان من هذه المخلوقات على وجود الخالق سبحانه وتعالى ، ومن هذه المصنوعات على وجود الصانع جل وعز ، وقد تقدم الدليل العقلي على وجوده سبحانه وتعالى في خلق الإنسان من نطفة إلى أن صار بشرا سويا .
ومما يجدر بيانه هنا عند الكلام على صفة الوجود للمولى سبحانه وتعالى أن وجوده ليس كوجود الخلق ، وذلك يتضمن أمورا وهي : أنه سبحانه ليس جسما ولا صفة ، فليس له حد ومقدار ، أي غاية ونهاية كالموجودات التي نراها ، أي حدودا وأبعادا ينتهي إليها ، لأن هذا كله من صفات الأجسام ، ولا يعني هذا أنه جسم كبير جدا بحيث لا يوجد له أبعاد ولا حد ينتهي إليه ، كلا وبلا ، بل يجب أن نعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا يستطيع مخلوق أن يدركه أو يتصوره وكل ما خطر في بالنا وفي أذهاننا فالله تعالى بخلاف ذلك ، وهذا هو أس الإيمان وأساسه بعد الإيمان بوجوده تعالى ، وهذا كله تحقيق وامتثال لقول الله عز وجل : * ( ليس كمثله شئ ) * وقوله تعالى : * ( ولم يكن له كفوا أحد ) * وقوله تعالى * ( هل تعلم له سميا ) * أي مشابها ومماثلا ، وتحقيقا لقوله تعالى * ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) * .
فهذا ما يجب أن يعرفه المسلمون جميعا ، ويجب أن ندرك هنا أن صفة الوجود

247

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست