نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 214
المجتهدين سواء كانوا من الخلف أو من السلف معتبر شرعا بالنسبة للعامي الذي لم يتأهل لفهم الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، وإجماع هؤلاء المجتهدين في أي عصر من العصور سواء في زمن السلف أم الخلف هو المعتبر شرعا وهو من الأدلة الشرعية ، وما سوى ذلك هذيان ! ! ثم إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : * ( فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) * النساء : 59 ولم يقل ردوه إلى فهم السلف لهما ! ! ويؤيد هذا ما جاء في صحيح البخاري ( 1 / 204 ) وغيره عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي ( رضوان الله عليه ) هل عندكم كتاب ؟ قال : ( لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم . . ) . قلت : ولم يقيد ذلك بالسلف فلم يقل إلا فهم السلف للكتاب والسنة ! ! بل قال : ( فهم أعطيه رجل مسلم ) وهذا يعم المسلمين في كل عصر ومصر ولا يختص بالسلف ! ! فمن تأهل للفهم كان له ذلك وليس لأحد أن يلزمه بفهم السلف ! ! ونعتقد أن القائلين بوجوب اتباع فهم السلف متخابطون متناقضون في هذه المسألة ! ! وجاء في الحديث الصحيح ( مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره ) [124] فهذا كما ترى فيه تصريح بأن للخلف فضل أيضا كما للسلف ! ! وقال الحافظ ابن الجوزي في ( دفع شبه التشبيه ) ص ( 111 ) : ( وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فأفتى فيها فقيل له : هذا لا يقول به ابن المبارك ، فقال : ابن المبارك لم ينزل من السماء ) ! !
[124] رواه أحمد ( 3 / 130 ) والترمذي ( 5 / 152 برقم 2869 ) وقال : ( حسن غريب من هذا الوجه ) قال السيد الحافظ أحمد الغماري في ( فتح الوهاب ) ( 2 / 335 ) : ( وقال الحافظ في الفتح : هذا حديث حسن ، له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة ) أنظر الفتح ( 7 / 6 ) وهناك الجمع مع باقي الأحاديث في هذا الموضوع .
214
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 214