نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 207
كما لا يعني ذلك ما يقولونه : من إن معرفة الله تعالى أمر مركوز في الفطر ، لقوله تعالى كما تقدم * ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) * ! ! حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولدوا ولم تكن معهم معلومات إلا من أنطقهم الله تعالى في المهد على سبيل المعجزة والعبرة للخلق ، ومن ذلك قول الله تعالى * ( ووجدك ضالا فهدى ) * أي : ووجدك لا تعرف ما أنت عليه الآن من الشريعة فهداك إليها ، وقال تعالى : * ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) * * ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) * ! ! وبعضهم يورد مع الحديث الذي تكلمنا عليه وبينا معناه قوله تعالى * ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) * وليس معناه ما يتوهمون ويوهمون ! ! فلو كان الناس قد خلقوا وفطروا وطبعوا على الإيمان ( والتوحيد ومعلومات العلو ! ! ) التي قال الله عنها * ( لا تبديل لخلق الله ) * لم يستطع أحد أن يكفر ويخرج من الإسلام لأنه لا طاقة لمخلوق أن يغير ما قال الله عنه : لا تبديل له ، ونحن نرى الأمر في الواقع بخلاف ذلك فنرى من الناس من يكفر ويرتد عن دينه ! ! فصار إذا أن لها معنى آخر غير ما خطر ببال المجسمة والمشبهة وأذاعوه ! ! وهو ما قاله الحذاق من أن الفطرة هنا هي القابلية التي خلقها الله تعالى في الإنسان للنظر في مصنوعات الله ، والاستدلال بها على موجده ، فيؤمن به ويتبع شرائعه ، لكن قد تعرض له عوارض تصرفه عن ذلك كتهويد أبويه له وتنصيرهما وإغوائهما له وإغواء شياطين الإنس والجن * ( لا تبديل لخلق الله ) * أي ( لا تبديل لهذه القابلية ) من جهة الخالق . أفاده الحافظ أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط 8 / 389 وعقول المجسمة لا تصل لفهم كتاب الله الكريم ولا لسنة النبي الرؤوف الرحيم ! ! فتنبهوا ! ! ومن ذهب إلى غير ما قلناه وقررناه هنا لزمه القول بتناقض الآيات وحاشاها من ذلك ! !
207
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 207