responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 206


الإسلام فيه فهو الأصل وإنما ذكر تأثير الأبوين أنهما قد يحرفاه إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية قالوا : فيكون معنى الفطرة هنا : الإسلام .
ونقول لهم : أخطأتم في الاستدلال ! ! لأن هذا الحديث ورد في رواية أخرى صحيحة في صحيح مسلم ( 4 / 2049 ) أن النبي ص قال فيه ( فإن كانا مسلمين فمسلم ) ! !
فاتضح بهذه الرواية فساد احتجاج من احتج بحديث الفطرة وقال ما قال فيه ! ! وإذا كان الأمر كذلك فينبغي لنا أن نوضح ما هو المراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( يولد على الفطرة ) فنقول :
معنى الفطرة هنا أي الخلقة الأصلية التي لم يشبها شئ بعد ، لأن المولود يولد ويخرج من بطن أمه لا علم عنده وخاليا من المعلومات بدليل قوله تعالى : * ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ) * النحل : 78 ، أي لتكسبوا المعلومات وتعقلوا الحقائق بهذه الحواس ، فهذه الآية الكريمة قاطعة للشغب في هذه المسألة قطعا تاما والحمد لله .
فمعنى الحديث أن المولود يولد على الخلقة الأصلية السليمة وهي المراد بالفطرة ، إذ لا يعتبر هذا المولود مشبعا بأي فكر من الأفكار وخاصة أفكار الكفر والالحاد أو الشرك ، فتؤثر فيه بعد ذلك عادات وأحوال واعتقادات المجتمع الذي يعيش فيه فتجعله ينقاد إليها ، فإذا بقي كذلك لم يتنبه إلى عقيدة الإسلام الصحيحة الحقة إلا بمن ينبهه عليها ، ولذلك بعث الله تعالى الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين وأمر العلماء والدعاة بل جميع المسلمين بالتبليغ ! !
وبعض الناس يقولون كما تقدم : لم يقل النبي ص وأبواه يجعلانه مسلما .
ونقول لهم : بل قال النبي ص ( فإن كانا مسلمين فمسلم ) فقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة ) لا يعني أن المولود عندما يولد تولد معه معلومات دينية في مختلف النواحي من العقيدة والفقه والحديث والتفسير وغيرها ،

206

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست