نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 14
وأما المجادلة فعبارة عن : قصد إفحام الغير تعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل فيه ، وآية ذلك أن يكون تنبيهه للحق من جهة أخرى مكروها عند المجادل ، فيحب أن يكون هو المظهر له خطأه ليبين به فضل نفسه ونقص صاحبه ، ولا نجاة من هذا إلا بالسكوت عن كل ما لا يأثم به لو سكت عنه . وأما الباعث على هذا فهو الترفع بإظهار العلم والفضل ، والتهجم على الغير بإظهار نقصه . وهما شهوتان باطنتان للنفس قويتان لها : إما إظهار الفضل : فهو من قبيل تزكية النفس ، وهي من مقتضى ما في العبد من طغيان دعوى العلو والكبرياء وهي من صفات الربوبية . وإما تنقيص الآخر فهو من مقتضى طبع السبعية فإنه يقتضي أن يمزق غيره ويقصمه ويصدمه ويؤذيه ، وهاتان صفتان مذمومتان مهلكتان ، وإنما قوتهما المراء والجدال ، فالمواظب على المراء والجدال مقو لهذه الصفات المهلكة . وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون ) قالوا : يا رسول الله : قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيقهون ؟ ! قال : ( المتكبرون ) . رواه الترمذي ( 4 / 370 برقم 2018 )
14
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 14