responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 13


ومن الأخلاق التي يجب على المسلم الموحد التحلي والالتزام بها ويجدر التنبيه عليها ههنا :
ترك فضول الكلام والخوض في الباطل والمراء والجدل بالباطل : قال الله تعالى * ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله ) * أي ناويا التقرب لله تعالى بأفعاله * ( فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) * النساء : 114 .
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى وأعلى درجته :
[ فضول الكلام مذموم وهو يتناول الخوض فيما لا يعني والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة ، فإن من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر ، ويمكنه أن يجسمه ويقرره ويكرره ، ومهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة فذكر كلمتين فالثانية فضول أي فضل عن الحاجة وهو أيضا مذموم لما سبق وإن لم يكن فيه إثم ولا ضرر . . .
وأما الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الطغاة ومراسمهم المذمومة وأحوالهم المكروهة فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو حرام . . . وأكثر الناس يتجالسون للتفرج بالحديث ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل ، وأنواع الباطل لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها فلذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا .
وحد المراء : هو كل إعراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه ، إما باللفظ وإما في المعنى وإما في قصد المتكلم ، وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض . فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به ، وإن كان باطلا أو كذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه [2] .



[2] مثال ما ينبغي السكوت عنه وعدم المراء فيه الكلام الفارغ الذي يتداوله كثير من الناس ويجادلون فيه مما ليس فيه منفعة ولا فائدة تعود منه في الدنيا ولا في الدين . ولاحظ هنا أن الإمام الغزالي استشنى أمر الدين ، ومنه يتبين أنه لا يجوز السكوت على المبتدع أو الذي يفتي ويتكلم في أمور الدين بما هو باطل ومردود لقوله تعالى * ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) * وقوله تعالى * ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ) * وقوله تعالى * ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) * وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في ( شرح صحيح مسلم ) ( 6 / 154 ) : ( فمن الواجب نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك ) . والقائم بهذا يحتاج لدفع كلام الخصم وبيان بطلانه من جوانب عديدة . لكن ينبغي بل يتحتم عل القائم بذلك أن لا يستعمل فحش الكلام ولا البذاءة ولا السب والشتم للمردود عليه وكذلك لا يجوز التنابز بالألقاب والأسماء لقوله تعالى * ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) * ، ويجوز أن يبين جهل المبتدع أو المردود عليه أو تناقضه بعبارة واضحة لأن هذا لا يعتبر من السب والشتم في مقام الردود العلمية .

13

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست