نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 126
ونوضح فنقول : إعلم أن أحكام الإسلام كانت تصل إليهم بطريق التواتر وإليك بعض ذلك : أول ما بعث ص واستفاض أمره استفاض أيضا أصل ما يدعو إليه ، وذلك أن رسول الله ص كان يلتقي في الموسم عند حج العرب إلى مكة بأفراد كل قبيلة تحج فيدعوهم إلى ما أمره الله تعالى به من أصول التوحيد الذي بعث به ، وبقي ص يبلغهم مدة إقامته في مكة وهي الثلاث عشرة سنة قبل أن يهاجر ، وهذا مما يجعل أصول دعوته في التوحيد تنتشر عنه إلى النواحي وقبائل العرب بعدد التواتر لا محالة ، لأن كل قبيلة من قبائل العرب لا يتصور أن يفد ويحج منها أقل من عشرة أنفس . ثم لما هاجر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم استفاض الأمر أكثر وانتشر بين القبائل وفي البلدان وذاع أصل ما يدعو إليه أكثر وأكثر ، وأوسع وأبلغ وأشهر ، وكانت الوفود من قبائل العرب ترد عليه وفيهم أهل التواتر بلا مثنوية وإليك أمثلة على بعض ذلك معزوة موثقة : 1 - قوم مسيلمة الكذاب قدموا على النبي ص وكانوا وفدا كبيرا واجتمعوا به ص ونقلوا ما أخذوه عنه ص إلى قومهم نقل أهل التواتر ، روى البخاري في صحيحه ( فتح 8 / 89 ) وغيره من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله ص فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته . وقدمها في بشر كثير من قومه [75] ، فأقبل إليه رسول الله ص ومعه ثابت بن قيس بن شماس ، وفي يد رسول الله ص قطعة جريد ، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال : لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، وإني لأراك الذي أريت فيه
[75] تدبر قوله فيه ( وقدمها في بشر كثير من قومه ) وأنه بالتقاء هؤلاء البشر بالنبي ص يحصل نقل أصل التوحيد إلى أهل اليمامة بواسطتهم بالتواتر .
126
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 126