نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 107
الطحاوية ، وقد صنفت رسالة أبطلت فيها هذا التقسيم بالأدلة الواضحة ، والاستدلالات الباهرة وسميت تلك الرسالة ب ( التنديد بمن عدد التوحيد ) فليراجعها من شاء ، وإنني أنقل الآن إن شاء الله تعالى جملا مختصرة منها في تفنيد تقسيم التوحيد إلى توحيد ألوهية وتوحيد ربوبية فأقول : أصل احتجاج من قسم التوحيد إلى قسمين أنه زعم أن الكفار وخصوصا الذين بعث فيهم سيدنا رسول الله ص كانوا يؤمنون بوجود الله وأنه المحيي المميت لكنهم ما كانوا يعبدون الله تعالى أو لم يفردوه بالعبادة ولهم بشكل عام دليلان : الأول : قول الله تعالى : * ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) * قالوا : فدل ذلك على إقرارهم بوجود الله تعالى وأنه هو الخالق . والثاني : قولهم كما حكى الله تعالى عنهم : * ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) * فدل ذلك منهم على اعترافهم بوجود الله وأنه هو الإله الحقيقي . والجواب على ذلك من أوجه : الأول : هذه الأقوال التي نطق بها المشركون وأوهمت أنهم كانوا يقرون بوجود الله عز وجل ، هي كذب منهم حقيقة ولا يعتقدونها ، وإنما قالوها للنبي ص عند مناظرته ومجادلته لهم وإفحامه لهم في ذلك الجدال بإثبات وجود الله تعالى الذي أمره بجدالهم في قوله سبحانه : * ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) * فكانوا لا يدرون بم يجيبون ، ويصرون على عدم ترك آلهتهم وأوثانهم التي يعتقدون أنها تنفعهم وتضرهم وتمطرهم ، فكانوا يرضونه عند اضطرارهم ليتخلصوا من الاحراج في موقف الافحام في المناظرة ، والدليل على ما قلناه أن الله عز وجل بين في آخر تلك الآيات أنهم كاذبون وكافرون فقال عز وجل : * ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ) * الزمر : 3 . فأثبت الله عز وجل كذبهم ومبالغتهم في الكفر فقال : كفار مبالغة في وصفهم
107
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 107