نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 527
لازمة لذاته قديمة أزلية فلا يرضى في وقت دون وقت ولا يغضب في وقت دون وقت كما قال في حديث الشفاعة إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده ابدا فيستدل به على أنه يحل رضوانه في وقت دون وقت وأنه قد يحل رضوانه ثم يسخط كما يحل السخط ثم يرضى لكن هؤلاء أحل عليهم رضوانا لا يتعقبه سخط وهم قالوا لا يتكلم إذا شاء ولا يضحك إذا شاء ولا يغضب إذا شاء ولا يرضى إذا شاء بل إما أن يجعلوا الرضى والغضب والحب والبغض هو الإرادة أو يجعلوها صفات أخرى وعلى التقديرين فلا يتعلق شيء من ذلك لا بمشيئته ولا بقدرته إذ لو تعلق بذلك لكان محلا للحوادث فنفى هؤلاء الصفات الفعلية الذاتية بهذا الأصل كما نفى أولئك الصفات مطلقا بقولهم ليس محلا للأعراض وقد يقال بل هي أفعال ولا تسمى حوادث كما سميت تلك صفات ولم تسم اعراضا وقد تقدمت الإشارة إلى هذا المعنى ولكن الشيخ رحمه الله لم يجمع الكلام في الصفات في المختصر في مكان واحد وكذلك الكلام في القدر ونحو ذلك ولم يعتن فيه بترتيب وأحسن ما يرتب عليه كتاب أصول الدين ترتيب جواب النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام حين سأله عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته
527
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 527