نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 526
بلا موجب فإن صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام ولا يكون الموجب للصرف ما دله عليه عقله إذ العقول مختلفة فكل يقول إن عقله دله على خلاف ما يقوله الآخر وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى لامتناع مسمى ذلك في المخلوق فإنه لا بد أن يثبت شيئا لله تعالى على خلاف ما يعهده حتى في صفة الوجود فإن وجود العبد كما يليق به ووجود الباري تعالى كما يليق به فوجوده تعالى يستحيل عليه العدم ووجود المخلوق لا يستحيل عليه العدم وما سمى به الرب نفسه وسمى به مخلوقاته مثل الحي والعليم والقدير أو سمى به بعض صفاته كالغضب والرضى وسمى به بعض صفات عباده فنحن نعقل بقلوبنا معاني هذه الأسماء في حق الله تعالى وأنه حق ثابت موجود ونعقل أيضا معاني هذه الأسماء في حق المخلوق ونعقل أن بين المعنيين قدرا مشتركا لكن هذا المعنى لا يوجد في الخارج مشتركا إذ المعنى المشترك الكلي لا يوجد مشتركا إلا في الأذهان ولا يوجد في الخارج إلا معينا مختصا فيثبت في كل منهما كما يليق به بل لو قيل غضب مالك خازن النار وغضب غيره من الملائكة لم يجب أن يكون مماثلا لكيفية غضب الآدميين لأن الملائكة ليسوا من الأخلاط الأربعة حتى تغلي دماء قلوبهم كما يغلي دم قلب الإنسان عند غضبه فغضب الله أولى وقد نفى الجهم ومن وافقه كل ما وصف الله به نفسه من كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه وأسفه ونحوه ذلك وقالوا إنما هي أمور مخلوقة منفصلة عنه ليس هو في نفسه متصفا بشيء من ذلك وعارض هؤلاء من الصفاتية ابن كلاب ومن وافقه فقالوا لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته أصلا بل جميع هذه الأمور صفات
526
نام کتاب : شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : ابن أبي العز الحنفي جلد : 1 صفحه : 526