responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 213


الذي قال الله تعالى : { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ } » [ 14 / 83 ] رواه الترمذي وصححه .
فهذه الأمور يبين الله بها أجناس ظلم العبد نفسه ، لكن لكل إنسان بحسبه وبحسب درجته فلنفسه عليه أن يعفها وحدود عليها أن يحفظها ومحارم عليه أن يجتنبها .
فإن أجناس الأعمال ثلاثة : مأمور به . فالواجب هو الفرائض ومنهي عنه وهو المحرم ، ومباح له حد فتعديه تعد لحدود الله بل قد تكون الزيادة على بعض الواجبات والمستحبات تعديا لحدود الله . وذلك هو الإسراف كما قال : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا } [ 147 / 3 ] .
إذا عرف ذلك فقول القائل : ما مفهوم قول الصديق رضي الله عنه : « ظلمت نفسي ظلما كثيرا » والدعاء بين يدي الله لا يحتمل المجاز ، والصديق رضي الله عنه من أئمة التابعين ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك : هل كان له نازلة شبهة ؟ إن قال : كان الصديق رضي الله عنه أجل قدرا من أن يكون له ذنوب تكون ظلما كثيرا فإن ذلك ينافي الصديقية . وهذه الشبهة تزول بوجهين :
أحدهما : أن الصديق رضي الله عنه بل والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كملت مرتبته وانتهت درجته وتم علو منزلته في نهايته لا في بدايته ، وإنما نال ذلك بفعل ما أمر الله به من الأعمال الصالحة وأفضلها التوبة وما وجد قبل التوبة فإنه لم ينقص صاحبه ، ولا يتصور أن بشرا يستغني عن التوبة كما في الحديث : « يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم أكثر من سبعين مرة » ، « وإنه ليغان على قلبي فأستغفر الله في اليوم مائة » ، وكذلك قوله : « اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وعمدي وكل ذلك عندي » فيه من الاعتراف أعظم ما في دعاء الصديق رضي الله عنه والصديقون رضي الله عنهم تجوز عليهم جميع الذنوب باتفاق الأئمة .

213

نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست