responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 207


عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ } إلى قوله : { سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } إلى قوله : { لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ } [ 171 ، 172 / 4 ] وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، بل قولوا عبد الله فإنما أنا عبد الله » و « إنما أضل من كان قبلكم الغلو في الدين » وقد قال عليه الصلاة والسلام : « لتركبن سنن من كان قبلكم » ومن قبلنا قصدوا تعظيم الأنبياء والصالحين فوقعوا في تكذيبهم ؛ فإن المسيح قال : { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ } [ 30 / 19 ] فكذبوه ، وقالوا : ما هو عبد الله ، بل هو الله ، وأشركوا به .
وكذلك الغالية في علي وغيره فإنه حرق الغالية فيه ، ونقل عنه من نحو ثمانين وجها : « خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، ثم عمر » . ويذكر ذلك عن ابن الحنفية كما رواه البخاري ، والشيعة تكذبه فهم معه كالنصارى مع المسيح واليهود مع موسى .
وكذلك اتباع المشايخ يغلون فيهم ، ويتركون الطريقة التي يحبها الله ورسوله .
وهذا باب دخل منه الشيطان على خلق كثير فأضلهم حتى جعل أحدهم قول الحق تنقيصا له ، كما إذا قيل للنصارى : { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ } [ 75 / 5 ] قالوا : هذا تنقص بالمسيح وسوء أدب معه .
وهكذا المنتسبون إلى هذه الأمة تجد أحدهم يغلو في قدوته حتى يكره أن يوصف بما هو فيه ، ومع هذا فهو يكذبه ويقول عليه العظائم . وهذا باب يطول والمقصود التنبيه .
إذا عرف ذلك فقد اتفق سلف الأمة وجميع الطوائف الذين لهم قول معتبر أن من سوى الأنبياء ليس بمعصوم لا من الخطأ ولا من

207

نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست