نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 197
صغيرة النفس فإنها سريعة الحركة وفي الحديث : « مثل القلب مثل ريشة ملقاة بأرض فلاة » وفي حديث آخر : « للقلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا » ومعلوم سرعة حركة الريشة والقدر مع الجهل ؛ ولهذا يقال لمن أطاع من يغويه : إنه استخفه قال عن فرعون إنه استخف قومه فأطاعوه ، وقال تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } [ 60 / 30 ] فإن الخفيف لا يثبت بل يطيش ، وصاحب اليقين ثابت . يقال : أيقن . إذا كان مستقرا واليقين : استقرار الإيمان في القلب علما وعملا فقد يكون علم العبد جيدا ، لكن نفسه لا تصبر على المصائب بل تطيش . قال الحسن البصري : إذا شئت أن ترى بصيرا لا صبر له رأيته ، وإذا شئت أن ترى صابرا لا بصيرة له رأيته فإذا رأيت بصيرا صابرا فذاك قال تعالى : { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [ 24 / 32 ] ؛ ولهذا تشبه النفس بالنار في سرعة حركتها وإفسادها وغضبها وشهوتها من النار ، والشيطان من النار ، وفي السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « الغضب من الشيطان ، والشيطان من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ » . وفي الحديث الآخر : « الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم ، ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ؟ » ، وهو غليان دم القلب لطلب الانتقام وفي الحديث المتفق على صحته : « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » ، وفي الصحيحين أن رجلين استبا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد اشتد غضب أحدهما فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » وقد قال الله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو
197
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 197