نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 193
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } [ 52 / 51 ] ، وقال تعالى : { مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ } [ 43 / 41 ] . ومن آمن بالرسل وأطاعهم عادوه وآذوه فابتلي بما يؤلمه ؛ وإن لم يؤمن بهم عوقب فحصل ما يؤلمه أعظم وأدوم ، فلابد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أو كفرت ، لكن المؤمن يحصل له الألم في الدنيا ابتداء ، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة , والكافر تحصيل له النعمة ابتداء ، ثم يصير في الألم . سأل رجل الشافعي فقال : يا أبا عبد الله أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى ؟ فقال الشافعي : لا يمكن حتى يبتلى ؛ فإن الله ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فلما صبروا مكنهم . فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم البتة ، وهذا أصل عظيم ، فينبغي للعاقل أن يعرفه ، وهذا يحصل لكل أحد ؛ فإن الإنسان مدني بالطبع لابد له أن يعيش مع الناس ، والناس لهم إرادات وتصورات يطلبون منه أن يوافقهم عليها ، وإن لم يوافقهم آذوه وعذبوه . وإن وافقهم حصل له الأذى والعذاب : تارة منهم ، وتارة من غيرهم . ومن اختبر حاله وأحوال الناس وجد من هذا شيئا كثيرا ، كقوم يريدون الفواحش والظلم ، أو لهم أقوال باطلة في الدين أو شرك ، فهم مرتكبون بعض ما ذكره الله من المحرمات في قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [ 33 / 7 ] ، وهم في مكان مشترك كدار جامعة أو خان أو قيسرية أو مدرسة أو رباط أو قرية أو درب أن مدينة فيها غيرهم ، وهم لا يتمكنون مما يريدون إلا بموافقة أولئك أو بسكوتهم عن الإنكار عليهم ، فيطلبون من أولئك الموافقة أو السكوت فإن وافقوهم أو سكتوا سلموا من شرهم في الابتلاء ،
193
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 193