نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 188
وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ، ولم يعين أوقاتها . وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها . وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم [1] . سورة الإسراء { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } . قال شيخنا رضي الله عنه : والصحيح أن المعنى : لابتغوا إليه سبيلا بالتقرب إليه وطاعته . فكيف تعبدونهم من دونه ؟ وهم لو كانوا آلهة كما يقولون لكانوا عبيدا له . قال : ويدل على هذا وجوه : منها : قوله تعالى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } [ 57 / 17 ] أي هؤلاء الذين تعبدونهم من دوني هم عبادي كما أنتم عبادي يرجون رحمتي ويخافون عذابي فلماذا تعبدونهم من دوني ؟ ! الثاني : أنه سبحانه لم يقل : { لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } بل قال { لابتغوا إليه سبيلا } ، وهذا اللفظ إنما يستعمل في التقريب ، كقوله : { اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } ، وأما في المغالبة فإنما يستعمل بعلى كقوله : { فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا } [ 34 / 4 ] . الثالث : أنهم لم يقولوا : إن آلهتهم تغالبه وتطلب العلو عليه ، وهو سبحانه قد قال : { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } ، وهم إنما كانوا يقولون :
[1] مدارج ج - 2 / 489 ، 490 وللفهارس العامة ج - 1 / 295 ، وج - 2 / 242 .
188
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 188