نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 178
سورة النساء فصل قال الله تعالى في سورة النساء بعد الآية التي أمر فيها بقواعد الشريعة : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [ 36 / 4 ] ، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [ 36 ، 37 / 4 ] ، وقال في سورة الحديد : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا } إلى قوله : { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } [ 22 ، 23 ، 24 / 57 ] . ففي كلا الموضعين وصف المختال الفخور بأنه يبخل ويأمر الناس بالبخل وهذا - والله أعلم - موافق ما رواه أبو داود وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من الخيلاء ما يحبها الله ، ومن الخيلاء ما يبغضها الله ؛ فأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل نفسه في الحرب ، واختياله نفسه عند الصدقة » أو كما قال . « وأما الخيلاء التي يبغضها الله فالخيلاء في البغي والفخر » فإنه أخبر أن من الخيلاء ما يحبها الله ، وهي الخيلاء في السماحة والشجاعة ، ولذلك قال لأبي دجانة يوم أحد لما اختال بين الصفين فقال : « إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن » ، ولهذا جوزنا في أحد القولين ما رويناه عن عمر من لبس الحرير في الحرب ؛ لأن الخيلاء التي فيه محبوبة في الحرب كما دل عليه الحديثان ؛ وذلك - والله أعلم - لأن الاختيال من التخيل والتخيل من باب التصور الذي قد يكون تصورا للموجود ، وقد يكون تصورا للمفقود . فإن كان مطابقا للموجود ومحمودا في القصد فهو تخيل حق نافع . وإن كان مخالفا للموجود مذموما في القصد فهو الباطل الضار .
178
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 178