نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 17
عليها إلا الله مثل : شفاء مريضه ، أو وفاء دينه من غير جهة معينة ، أو عافيته مما به من بلاء الدنيا والآخرة ، أو انتصاره على عدوه ، أو هداية قلبه ، أو غفران ذنبه ، أو دخوله الجنة ونجاته من النار ، أو أن يتعلم العلم والقرآن ، أو أن يصلح قلبه ، ويُحسِّن خُلُقه ، وأمثال ذلك ، فهذا لا يجوز أن يطلب إلا من الله تعالى . ولا يجوز أن يقول لملك ولا نبي ولا شيخ ميت أو حي : اغفر لي ذنبي وانصرني على عدوي . فمن سأل مخلوقا شيئا من ذلك فهو مشرك به قد اتخذ لله ندا ، يجب أن يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل . وهذا مثل دين النصارى . وكذلك قوله : يا سيدي فلان أنا في حسبك ، أو في جيرتك ، فلان يظلمني يا شيخي فلان : انصرني عليه . وأما ما يقدر عليه العبد فيجوز أن يطلب منه في بعض الأحوال دون بعض ، فإن « مسألة المخلوق » قد تكون جائزة ، وقد تكون منهيا عنها . ومن ذلك قوله : يا فلان ادع الله لي ، اسأل الله لي كذا . فطلب الدعاء ممن هو فوقه أو دونه مشروع ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « مَنْ سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي » ، وذلك لأجل منفعته - صلى الله عليه وسلم - بطلب الوسيلة له ومنفعتنا بالشفاعة . وفرق بين من يطلب من غيره الدعاء لمنفعته منه وبين من يسأل غيره لحاجته إليه فقط . وفي الصحيح أن عمر رضي الله عنه قال : « اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبيك فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيان فأسقنا » . وأما « زيارة القبور المشروعة » فهي أن يسلم على الميت ويدعو له فقط كالصلاة على جنازته . فليس في الزيارة المشروعة حاجة للحي إلى الميت ولا توسل به ؛ بل فيها منفعة الميت كالصلاة عليه ، والله يرحم
17
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 17