نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 165
ويقال : ما اتخذ الله وليًا جاهلاً . أي جاهلاً بما أمره الله به ونهاه عنه . فأما من عرف ما أمر الله به وما نهى عنه وعمل بذلك فهو الولي لله وإن لم يقرأ القرآن كله ، وإن لم يحسن أن يفتي الناس ويقضي بينهم . فأما الذي يرائي بعمله الذي ليس بمشروع ، فهذا بمنزلة الفاسق الذي ينتسب إلى العلم ويكون علمه من الكلام المخالف لكتاب الله وسنة رسوله . فكل من هذين الصنفين بعيد عن ولاية الله تعالى ؛ بخلاف العالم الفاجر الذي يقول ما يوافق الكتاب والسنة ، والعابد الجاهل الذي يقصد بعبادته الخير ؛ فإن كلا من هذين مخالف لأولياء الله من وجه دون وجه . فقد يكون في الرجل بعض خصال أولياء الله دون بعض ، وقد يكون فيما ذكر معذورا بخطأ أو نسيان ، وقد لا يكون معذورا . ومن قال : إن الأولياء أفضل من جميع الخلق ، فقوله أظهر عند جميع أهل الملل من أن يشك في كذبه ؛ بل هو معلوم بالضرورة أنه باطل ؛ فإن الرسل أفضل ، الأنبياء ، وأولو العزم كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أفضل من سائر المسلمين ، وأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم ؛ وليس يحتاج هذا أن يثبت بحديث ولا أثر ، فقد رتب الله سبحانه خلقه فقال : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ } [ 69 / 4 ] فرتبهم على أربع طبقات . وأجمع المسلمون على أن من سب نبينا فقد كفر ، ومن سب أحدا من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء فإنه لا يكفر ؛ إلا إذا كان سبه مخالفا لأصل من أصول الإيمان ، مثل أن يتخذ ذلك السب دينا وقد علم أنه ليس بدين . وعلى هذا ينبني النزاع في تكفير الرافضة .
165
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 165