نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 149
[ التوبة النصوح . إذا تاب ثم عاد . ومن ختم له بسوء ] والتائب إذا كانت نيته خالصة محضة لم يشبها قصد آخر فإنه لا يعود إلى الذنب ؛ فإنه إنما يعود لبقايا غش كانت في نفسه ، وقد قيل : إنه قد يعود من تاب توبة نصوحا . وقد يقال : إن الأول أرجح ؛ فإن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لم يسخطه أبدا والقلب إذا باشر حقيقة الإيمان لم يتركه . وهذا أصل تنازع فيه الناس ، وهو : أنه من ختم له بسوء : هل يقال إنه كان في أصل عمله غش فعاد إليه ، أو كان عمله الأول خالصا لا غش فيه ثم انقلب وانتكس ؟ على قولين والتوبة من هذا . والاستقراء يدل على أنه إذا خلص الإيمان إلى القلب لم يرجع عنه ؛ ولكن قد يحصل له اضطراب ، ويلقى الشيطان في قلبه وساوس وخطرات ويوجِدُ فيه هما ، وأمثال ذلك كما شكى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فقالوا : إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يحترق حتى يصير حممة أو يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به . فقال : « أوقد وجدتموه » ؟ فقالوا : نعم . فقال : « ذلك صريح الإيمان » . وقال : « الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » والحديث في مسلم . فكراهة هذه الوساوس هي صريح الإيمان . والتائب في نفسه مع الهم والوساوس والميل مع كراهته لذلك ، ويقول في قلبه ما لا يخرجه ذلك عن كونه توبة نصوحا . قال الإمام أحمد : الهم همان : هم خطرات ، وهم إصرار ؛ وكان هم يوسف هم خطرات ، فترك ما هم به لله ، فكتبه الله له حسنة ولم يكتب عليه سيئة ، وكان هم امرأة العزيز هم إصرار فكذبت ، وأرادت ، وظلمت لأجل مرادها . وقد تنازع الناس في العزم الجازم هل يؤخذ به بدون العمل ؟ على قولين .
149
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 149