نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 112
الشرطية مع أنها أفضل الأمم ؛ لاحتياج الأمم قبلنا إليهم ، واستغناء هذه الأمة عنهم بكمال نبيها ورسالته ، فلم يحوج الله الأمة بعده إلى محدث ولا ملهم ، ولا صاحب كشف ولا منام ، فهذا التعليق لكمال الأمة واستغنائها لا لنقصها . والمحدث هو الذي يحدث في سره وقلبه بالشيء فيكون كما يحدث به . قال شيخنا : والصديق أكمل من المحدث ؛ لأنه استغنى بكمال صديقيته ومتابعته عن التحديث والإلهام والكشف ، فإنه سلم قلبه وسره وظاهرة وباطنه للرسول فاستغنى به عما منه . قال : وكان هذا المحدث يعرض ما يحدث به على ما جاء به الرسول ؛ فإن وافقه قبله وإلا رده . فعلم أن مرتبة الصديقية فوق مرتبة التحديث . [ قول أصحاب الخيالات حدثني قلبي عن ربي ] قال : وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات : « حدثني قلبي ، عن ربي » فصحيح أن قلبه حدثه ، ولكن عن من ؟ عن شيطانه أو عن ربه ؟ فإذا قال : حدثني قلبي عن ربي . كان مسند الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به ، وذلك كذب . قال : ومحدث الأمة لم يكن يقول ذلك ولا تفوه به يوما من الدهر ، وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك ؛ بل كتب كاتبه يوما : « هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب » فقال : « لا امحه ، واكتب هذا ما رأى عمر بن الخطاب ، فإن يكن صوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمن عمر والله ورسوله منه بريء » وقال في الكلالة : « أقول فيها برأيي فإن يكن صوابا فمن الله ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان » [1] .
[1] المدارج ج - 1 / 39 ، 40 وللفهارس العامة ج - 1 / 50 .
112
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 112