نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 95
السلاح لدفع العدو الذي يريد ظلم الناس والإفساد ثم أضافوا إلى إصلاح النفوس بما ذكرنا اصلاح الأجساد بالطب فلا بد من نعم ضرورة فيقال لهم فهل صلاح العالم وانكفاف الناس عن القتل الذي فيه فناء الحلق وعن الزنا الذي فيه فساد النسل وحراب المواريث وعن الظلم الذي فيه الضرر على الأنفس والأموال وحراب الأرض وعن الرذائل من البغي والحسد والكذب والجبن والبخل والنميمة والغش والخيانة وسائر الرذائل إلا بشرائع زاجرة للناس عن كل ذلك فلا بد من نعم ضرورة والا وجب الإهمال الذي فيه فساد كل ما ذكرناه فإذا لا بد من ذلك وإلا ذلك لفسد العالم كله ولفسدت العلوم كلها ولكان الإنسان قد بطلت فضيلة الفهم والنطق والعقل الذي فيه وصار كالبهائم فلا تخلو تلك الشرائع من أحد وجهين إما أن تكون صحاحا من عند الله عز وجل الذي هو خالق العالم ومدبره كما يقوا أصحاب الشرائع وأما أن تكون موضوعة باتفاق من أفاضل الحكماء لسياسة الناس بها وكفهم عن التظالم والرذائل وإن كانت موضوعة كما يقول هؤلاء المخاذيل فقد تيقنا أن ما الزموا الناس من ذلك كذب لا أصل له وزور مختلق وإيجاب لما لا يجب وباطل لا حقيقة له ووعيد ووعد كلاهما كذب فإن كان ذلك كذلك فقد صار الكذب الذي هو أرذل الرذائل وأعظم الشر لا يتم صلاح العالم الذي هو الغرض من طلب الفضائل الا به وإذ ذلك كذلك فقد صار الحق باطلا والصدق رذيلة وصار الباطل حقا وصدقا والكذب فضيلة وصار لا قوام للعالم أصلا إلا بالباطل وصار الكذب نتيجة الحق وصار الباطل ثمرة الصدق وصار الغرور والغش والخديعة فضائل ونصيحة وهذا أعظم ما يكون من المحال والممتنع والخلق الذي لا مدخل له في العقل فإن قالوا أنه لو كشف السر في ذلك إلى العامة لم ترغب في الفضائل فوجب لذلك أن يؤتي بما ترهبه وتتقيه فاضطر في ذلك إلى الكذب لهم كما يفعل بالصبيان وكما أبحتم أنتم في شرائعكم كذب الرجل لامرأته ليستصلحها بذلك وفي دفاع الظالم على سبيل التقية وفي الحرب كذلك
95
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 95