نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 87
والخشية المعهود كل ذلك عندنا وهذا نص قولنا والحمد الله رب العالمين وأما الأحاديث المأثورة في أن الحجر له لسان وشفتان والكعبة كذلك وأن الجبال تطاولت وخشع جبل كذا فخرافات موضوعة نقلها كل كذاب وضعيف لا يصح شيء منها من طريق الأسناد أصلا ويكفي من التطويل في ذلك أنه لم يدخل شيئا منها من انتدب من الأئمة لتصنيف الصحيح من الحديث أوما يستجاز روايته مما يقارب الصحة قال أبو محمد رضي الله عنه وكل من يخالفنا في هذا فإنه إذا أقر لنا أن القول المذكور في الآيات التي تلونا والسجود والتسبيح والخشية ليس شيء منه على الصفة المعهودة بيننا فقد وافقنا أحب أو كره وهم كلهم مقرون بذلك وقد جاء ذلك في أشعار العرب قال الشاعر شكى إلى جمل طول السري وقال آخر فقالت له العينان سمعا وطاعة وقال الراعي قلق الفؤوس إذا أردن نصولا ومن هذا الباب قوله تعالى « جدارا يريد أن ينقض » وهذا بلا شك غير الإرادة المعهودة من الحيوان فصح قولنا بالنص والضرورة والحمد الله رب العالمين وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يقتص للشاه الجماء من الشاة القرناء فقد قال الله تعالى « وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون » وقال تعالى « وإذا الوحوش حشرت » فصح أنها تحشر بلا شك ويسلط الله تعالى ما يشاء من خلقه على ما يشاء فإذا سلط القرناء على الجماء في الدنيا فله تعالى أن يسلط الجماء على القرناء في الآخرة يوم القيامة ولم يأتي نص ولا اجماع ولا دليل خبر على أن المواشي متعبدة بشريعة وهذا مما نقربه ونقول يفعل الله ما يشاء ولا علم لنا إلا ما علمنا وبالله تعالى التوفيق
87
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 87