responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 73


أحد منهم إلى علم لم يعرفه ولا إلى صناعة لم يعرف بها فلا سبيل إلى تهديهم إليها البتة حتى يعلموها ولو كان ممكنا في الطبيعة التهدي إليها دون تعليم لوجد من ذلك في العالم على سعته وعلى مرور الأزمان من يهتدي إليها ولو واحدا وهذا أمر يقطع على أنه لا يوجد ولم يوجد وهكذا القول في العلوم ولا فرق ولسنا نعني بهذا ابتداء جمعها في الكتب لأن هذا أمر لا مؤنة فيه إنما هو كتاب ما سمعه الكاتب وإحصاؤه فقط كالكتب المؤلفة في المنطق وفي الطب وفي الهندسة وفي النجوم وفي الهيئة والنحو واللغة والشعر والعروض إنما نعني ابتداء مؤنة اللغة والكلام بها وابتداء معرفة الهيئة وتعلمها وابتداء أشخاص الأمراض وأنواعها وقوى العقاقير والمعاناة بها وابتداء معرفة الصناعات فصح بذلك أنه لا بد من وحي من الله تعالى في ذلك قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا أيضا برهان ضروري على حدوث العالم وأن له محدثا مختارا ولا بد إذ لا بقاء للعالم البتة إلا بنشأة ومعاش ولا نشأة ولا معاش ولا معاش إلا بهذه الأعمال والصناعات والآلات ولا يمكن وجود شيء من هذه كلها إلا بتعليم الباري فصح أن العالم لم يكن موجودا إذ لا سبيل إلى بقائه إلا بما ذكرنا ثم وجد معلما مدبرا مبتدأ بتعليمه على ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق قال أبو محمد رضي الله عنه وإذ قد تكلمنا على أنه لا بد من نبوة وصح ذلك ضرورة فلنتكلم على براهينها التي يصح بها علم صدق مدعيها إذ وقعت فنقول أنه قد صح أن الباري تعالى هو فاعل كل شيء ظهر وأنه قادر على إظهار كل متوهم لم يظهر وعلمنا بكل ما قدمنا أنه تعالى مرتب هذه الرتب التي في العالم ومجريها على طبائعها المعلومة منا الموجودة عندنا وأنه لا فاعل على الحقيقة غيره تعالى ثم رأينا خلافا لهذه الرتب والطبائع قد ظهرت ووجدنا طبائع قد أحيلت وأشياء في حد الممتنع وقد وجبت ووجدت كصخرة انفلقت عن ناقة وعصا انقلبت حية وميت أحياه إنسان ومئين من الناس رووا وتوضأوا كلهم من ماء يسير في قدح صغير ضيق عن بسط

73

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست